إن السوق هو المكان الذي تجتمع فيه رغبات البائعين والمشترين في زمن واحد. ولكن التعامل معه ليس بتلك البساطة فقد أصبح ذلك المكان شاملاً لرقعة الأرض كاملةً ولم تعد تقتصر رغبات البائعين بتصريف منتجاتهم في حيز ضيق كالسابق وقد أدركوا أنه لابد من الانفتاح على الأسواق الخارجية وتوسيع دائرة عملهم، وفي هذا السياق لا بد من آلية أو استراتيجية أو فن أو علم يكون وسيط بين هذا البائع وذاك العميل. ومن خلال هذا المقال سوف نتعرف على أهم إدارة ضمن عملية التجارة ألا وهي التسويق.

إن مصطلح التسويق هو فعلياً مشتق من السوق أي المتاجرة، ويعني استخدام مزيج من الاستراتيجيات والأبحاث والخطط المنظمة ضمن فريق متعلم لتحويل السلع إلى المستهلكين وهم يشعرون بإشباع رغباتهم وتحقيق هدفهم تزامناً مع تحقيق أرباح للمؤسسة وجذب عدد أكبر من العملاء الجدد والمحافظة على ولاء العملاء السابقين وديمومتهم للتعامل مع المؤسسة.

ومنه فإن لكل نشاط عناصر أساسية لا بد منها، لذلك فإن مبادئ التسويق أو المزيج التسويقي الرباعي يتمثل في وجود منتج وتسعيرة مناسبة له ومكان يعتبر الهدف لتصريف المنتج والترويج الذي هو من أجل تذكير أو اقناع المستهلك بالمنتج والذي يتم عن طريق إعلانات أو ارسال مندوبين إلى العملاء المستهدفين لإقناعهم أو عن طريق الانترنت والذي يعد الأكثر مثالية في وقتنا الحالي.

بداية الطريق:

لا بد أن يتعلم رائد الأعمال أو موظف التسويق أو أي شخص يريد ترويج منتجه مبادئ التسويق ومهارات تصريف المنتجات من خلال دراسة رغبات الناس والأسواق المستهدفة في ظروف قانونية وأخلاقية وآمنة. وطريقة اكتساب الأرباح التي هي أهم هدف بالنسبة للمنتجين بشكل عام.

ويمكن تلخيص ذلك بداية من المنظمة والتي يتوجب عليها عمل دراسة لرغبات وأذواق المستهلكين في الأسواق المستهدفة للترويج لتتمكن من إنتاج سلعة تتناسب مع أذواق العملاء المحتملين. ومن ثم تعميم تلك الدراسة على كافة أقسام المنظمة ليتم تحديد مواصفات المنتج وتحديد تسعيرة له تتناسب مع قيمة التكلفة. مع مراعاة رضى مالك المنظمة أو مديرها كسلطة عليا. ومن ثم تبدأ عمليات الترويج بكافة الوسائل المتاحة من مجلات، وتلفاز وإعلانات وملصقات في أماكن الإعلانات في الشوارع والملاعب ومناطق التجمعات. وإرسال مندوبين وزيارة مواقع تجارية عبر شبكة الانترنت. وغيرها من الأساليب حتى تتمكن المنظمة من تأسيس قاعدة عملاء راضون لحد ما من جودة وتسعيرة المنتج. والحفاظ عليهم من خلال تقديم خدمات ما بعد البيع كالكفالة والتركيب والصيانة أو التواصل معهم والتأكد من مدى رضاهم. والأخذ بعين الاعتبار الملاحظات التي يوجهونها. فهي بمثابة تغذية راجعة بالنفع على المنظمة ووقاية من تغير العميل وولاءه.

القيمة مقابل السعر:

ومن المفروض أن يكون المنتج ضمن مواصفات حقيقية كما سيتم كتابته على الغلاف. وما سيتم شرحه للعميل قبل أن يختار ليشعر أنه حصل على الفائدة المتوقعة ولم يدفع أمواله من أجل سلعة لا تلبي حاجته أو لا تناسب وضعه المادي. وهذا ما يسمى تقديم قيمة مقابل السعر. ولا بد أن تكون المنتجات مرخصة بشكل رسمي من قبل الحكومة ولا تخالف معايير المجتمعات أو أخلاقهم. وأن يتم دراستها بشكل جيد بدءً من المصدر حتى تصل للمستهلك. لعدم التعرض لأي مسائلات في المستقبل.